15
الحج رموز و حكم
الوقوف فى عرفات
الوقوف في أرض عرفات في النصف الثاني من يوم عرفة - و هو يوم التاسع من ذيالحجة - هو أوّل مرحلة من مناسك حج التمتع بعد إحرامه، كما عرض الله تعالى مناسك الحج لإبراهيم (ع) وعلّمه، وهو الحج الإبراهيمي الذي عُلّمه رسول الله (ص) .
يكفي في أهمية عرفة ما قاله الإمام الصادق (ع) : «من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل، إلاّ أن يشهد عرفة» ، 1إنّ من الذنوب ما لا يغفر إلاّ بعرفة والمشعر الحرام . 2أسرار الوقوف
يقول الإمام علي (ع) حول سرّ الوقوف بعرفات: «لأنّ الكعبة بيته والحرم بابه، فلما قصدوه وافدين، وقفهم بالباب يتضرّعون» 3، من هنا كان ليوم عرفة وليلته أدعية خاصة، هي من فضائل يوم عرفة البارزة ووظائفه الهامة.
إنّ أسرار الوقوف بعرفات كثيرة، وقد أشير إلى بعضها في حديث الشبلي المتقدم، وهي:
1. على الحاج بوقوفه في عرفات أن يقف على المعارف والعلوم الدينية، ويطّلع على الأسرار الإلهية في نظام الخلقة، ويعلم أنّ الله سبحانه واقف على كل حاجاته، وقادر على رفعها بأجمعها.
من هنا يقول الإمام السجاد (ع) للسائل الذي استجداه في يوم عرفة:
«ويحك! أغير الله تسأل في هذا اليوم. إنّه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيداً» . 4إنّ من يطلب هنا من غير الله تعالى يضر بنفسه، هؤلاء يقول الإمام السجاد (ع) فيهم: «هؤلاء شرار من خلق الله، الناس مقبلون على الله وهم مقبلون على الناس» . 52. على الحاج أن يدرك في عرفة أنّ الله تعالى مطلع على ما يظهر ويعلن وما يسر ويخفي، حتى ما يخفى على الحاج نفسه و يكون مستكناً بطريقة لا شعورية في أعماقه، عندما يعلم الإنسان أنّ قلبه في محضر الحق تعالى ومشهده، يتجنب الذنوب الجوانحية كما يتحاشى التلوث بالذنوب الجوارحية، وينزه قلبه على الخواطر السيئة والملوثة.
يقول الإمام السجاد (ع) : «. . . الله عزّوجل إذا كان عشية عرفة وضحوة يوم منى، باهى كرام ملائكة بالواقفين بعرفات ومنى، وقال لهم: هؤلاء عبادي وإمائي حضروني ههنا من البلاد السحيقة البعيدة شعثاً