90المهدي (عج) ردّ المسجد إلى المساحة التي كانت في عصر النبي (ص) ، كما يردّ المقام إلى الموضع الذي كان فيه في حياة النبي (ص) ؛ و كما يعيد الشريعة و يجدد الأحكام بعد الاندراس، فإنّ الإمام حافظ الشريعة و متولّي الدين و صائن الاسلام.
ثمّ بعد هذا قد يستهزئ بهذا المضمون، و أنّه مع شدّة الحاجة إلى سعة المسجد، كيف ينبغي تضييق المسجد بعد السعة؟
بل ربّما يزاد في الطّين بلّة، فيقال في تبيين هذا الخبر: إنّ مهديّ الشيعة هو من يهدم المسجد الحرام حسب رواياتهم!
و لكن هذا التوهّم بحذافيره من أعظم الأغلاط، بل هو أضعف الأوهام على ما بيناه في بعض المقامات.
توضيح ذلك: أن الذي تضمّنته هذه الرواية، هو أن الإمام المهدي (عج) يردّ المسجد إلى حدّه الأصلي، و ليس فيه ردّه إلى ما كان عليه في عصر النبي (ص) ، و كان تحديد المسجد بما كان عليه في زمن النبي (ص) تبرّعاً من المتوهم، و اجتهاداً منه خارجاً عن مدلول النصّ و تحميلاً عليه؛ و قد تظافرت نصوص الشيعة بأنّ المسجد الذي وضعه إبراهيم النبي، على نبيّنا و آله و عليه السلام، كان أوسع من الزيادات التي حدثت بعد النبي (ص) و في عصر المعصومين (ع) ، بل قد ساعد أئمّتنا (ع) في توسيع المسجد عند بعض المزاحمات و الجهالات، و سيأتي بيان ما تضمّن ذلك.
فالذي توهمه المتوهّم هو أنّ الإمام المهدي (عج) يرد المسجد إلىحدّه الذي كان في عهد رسولالله (ص) ، فأورد ما أورد مع أن مضمون النص هو