٩١ردّ المسجد إلى حدّه الأصلي، و المعيّن في النصوص بما هو أوسع ممّا هو موجود في عصرنا، بعد ما زادوا في المسجد أضعاف ما كان عليه في عصر النبي (ص) .
و أمّا حديث ردّ الإمام المهدي (عج) للمقام إلى ما كان عليه في عصر النبي (ص) فهو يختلف عن حديث ردّ المسجد إلى حدّه الأصلي، و ذلك لأنّ جعل المقام في الموضع الفعلي بدعة صنعها عمر اجتهاداً، بعد ما ردّ النبي (ص) المقام من موضعه الجاهلي الموافق لموضعه الفعلي إلى لصق البيت؛ فردّالمقام إلى لصق البيت موافق لفعل النبي (ص) ، و ليس مجرّد توافق لما كان في عهده (ص) ، حتّى يقاس ردّ البيت إلى حدّه في عصر النبي (ص) على ردّ المقام، فإنّحدّ المسجد في عصر النبي (ص) لميكن يفعله، و إنّما كان أمراً واقعاً منذ الجاهليّة، و لميباشر النبي (ص) في هذا المجال فعلاً، و هذا بخلاف موضع المقام، فإنّ النبي (ص) قد فعل فيه فعلاً، حيث حوّل المقام من موضعه في الجاهلية إلى لصق البيت، كما ورد في نصوص أهلالبيت (ع) متظافراً، و قد حقّقنا الكلام فيه في بعض رسائلنا، ثمّ اجتهد عمر في تعيين الموضع الفعلي للمقام توسعة على الحجيج، لئلاّ يقع التزاحم بين المصلّين و الطائفين، فكان التحفّظ على سنّة النبي (ص) و فعله حريّاً من الإمام المهدي (عج) ، كما أنّ المناسب لذلك أيضاً توسيع المسجد ردّاً له إلى حدّه الإبراهيمي، لا هدم حدّ المسجد و ردّه إلى حدّه في زمن رسول الله (ص) ، بعد ما لميكن ذلك هو الحدّ الأصلي للمسجد.
فإن قلت: إنّ مضمون الحديث هو أنّ الإمام المهدي (عج) يرد المسجد