73يفيض الناس؛ قال: فقلت له: تنفق مالك و تتعب بدنك، حتّى إذا صرت إلى الموضع الذي تبثّ فيه الحوائج إلى الله عزّوجلّ، أقبلت على الدعاء لإخوانك، و تركت نفسك، فقال: إني على ثقة من دعاء الملك لي، و في شك من الدعاء لنفسي. 1عن إبراهيم بن أبي البلاد (أو عبدالله بن جندب) قال: كنت في الموقف فلمّا أفضت، لقيت إبراهيم بن شعيب، فسلمت عليه، و كان مصاباً بإحدى عينيه، وإذا عينه الصحيحة حمراء، كأنه علقة (علقة دم) ، فقلت له: قد أصبت بإحدى عينيك، و أنا والله مشفق على الأخرى، فلو قصرت عن البكاء قليلاً، قال: لا والله يا أبامحمد، ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، فقلت: فلمن دعوت؟ قال: دعوت لإخواني، فإني سمعت أباعبدالله (ع) يقول: «من دعا لأخيه بظهر الغيب، وكّل الله به ملكاً يقول: و لك مثلاه» ؛ فأردت أن أكون أنا أدعو لإخواني، و يكون الملك يدعو لي، لأني في شك من دعائي لنفسي، و لست في شك من دعاء الملك لي. 2عرفة منزل المغفرة
عرفة منزل مغفرة، و من أعظم منازل المغفرة على وجه الأرض، و ما من مسلم يقف الموقف يوم عرفة من زوال الشمس إلى الغروب، إلاّ ويغفر الله تعالى له ما تقدّم من ذنبه.
روى ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد، قال: سمعت أباعبدالله (الصادق) (ع) ، يقول: «الحاج إذا دخل مكة، وكّل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه، و صلاته، و سعيه، فإذا وقف بعرفة، ضربا على منكبه الأيمن، ثمّ قالا