32
آيَةً مِنْكَ وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) . 1ترى أنّ المسيح يجعل يوم نزول المائدة عيداً لأوّل أمّته وآخرهم جميعاً، فما كانت المائدة السماوية إلاّ طعاماً يشبع بطونهم مرة واحدة في العمر، و مع ذلك اتّخذوا يوم نزول تلك النعمة عيداً للأُمّة، فما ظنّك بنعمة سماوية معنويةظهرت يوم ميلاده، و قد أشبع عقول البشر و قلوبهم، و نوّر طريقهم، و نجّاهم من الغواية إلى الهداية، إلى يوم القيامة؟ !
أفلا يستحق هذا اليوم الاحتفال و التبريك و الإشادة بعظمة النعمة و مناقبها و فضائلها؟
أفلا يستحق هذا اليوم أن يكون عيداً للمسلمين، و يحتفلوا بقراءة الآيات الواردة في منزلة رسول الله (ص) التي منها قوله سبحانه: ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الإِْنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الأَْغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . 2نعم يشترط أن يكون الاحتفال مجرّداً عن الغلو و الخروج عن الحقّ، كما يشترط أن يكون منزهاً ممّا لا يحلّ، حتّى يكون الاحتفال شرعياً إلهياً من عامّة الجهات.
و لا يخفي على القارئ الكريم أنّ لهذه الاحتفالات أثراً كبيراً في التعريف بالنبي الأكرم (ص) و أخلاقه، و آدابه، و سيرته، و سلوكه، فإنّ