22في هذه القرون بمولده الشريف، من دون أن يدور بخلدهم أنّه بدعة في الدين، و من المستحيل أن يتّفق أهل الإسلام على شيء عبر قرون مع كونه بدعة في الواقع.
فعلى مَن يسيء الظنّ بهم أن يقرأ أدلة القائلين بجواز الاحتفال، بل واستحبابه، ثم يحكِّم ضميره الحرّ: فهل هو من مصاديق البدعة أو لا؟
و قبل إيضاح الأدلّة نفسّر البدعة، و نميّز البدعة اللغوية من البدعة الشرعيّة.
البدعة في اللغة والشرع
البدعة في اللغة هي: ما اُحدث على غير مثال سابق، فتعمّ كلّ أمر أو عمل جديد لم يكن له شبيه من قبل.
قال الراغب: الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا اقتداء.
وأمّا البدعة في الشرع فهي: عبارةعن الافتراء على الله قولاً وعملاً، وقد عدّ المفتري على الله من أظلم الناس.
قال سبحانه: ( وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) . 1و قال رسول الله (ص) : «أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأفضل الهدى هدى محمد، و شرّ الأُمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة في النار» .
و قال ابن حجر العسقلاني في تفسير هذا الحديث: «المحدثات» جمع «محدثة» و المراد بها ما اُحدث و ليس له أصل في الشرع، و يسمّى في عرف