23الشرع بدعة، و ما كان له أصل يدلّ عليه الشرع فليس ببدعة. 1فإذا كانت «البدعة» هي الافتراء علىالله و رسوله، و التلاعب بدينه، و إدخال ما ليس من الدين، أو ما لم يعلم أنّه من الدين، في الدين، فعلى الباحث تمييز ما ليس ببدعة شرعاً من البدعة لغة، و إن كانا يشتركان في الاسم، أعني: «البدعة» فنقول:
1. إذا كانت البدعة هي الافتراء على الله بجعل ما ليس من الدين، أو ما لم يعلم أنّه من الدين، في الدين؛ فكل عمل قام به الإنسان من دون أن ينسبه إلى الدين - وإن كان أمراً بديعاً - فهو ليس ببدعة شرعاً، كالألعاب الرياضية التي ابتدعها الإنسان، لتوفير الراحة لنفسه، بما فيها من الفوائد، فلا شك أنّها بدعة بالمعنى اللغوي، لأنّها إبداع ما ليس له مثيل في الزمن السابق، و لكنّها ليس ببدعة شرعاً، لعدم نسبتها إلى الشرع، إذ لا يقول: قال الله أو قال رسول الله: إلعبوا كذا وكذا، و إنّما ينسبها إلى منشئها؛ نعم مجرّد كونها غير بدعة لا يكون دليلاً علىكونها عملاً سائغاً شرعاً، بل يُستنبط حكمها من الأدلّة الشرعيّة.
مثلاً: الاحتفال في العرائس باختلاط الرجال و النساء السافرات، أمر بديع لم يكن له مثيل في البلاد الإسلامية، فهي بدعة لغويةو لكنّه ليس بدعة شرعية، إذ القائم بهذا الأمر لا ينسبه إلى الشريعة، و مع ذلك فهو حرام بنصّ الكتاب والسنّة.