21علّة على من في قلبه مرض، وأعياه داء. 1إنّ كلاً من العالمين ينسب الاحتفال بمولد النبي (ص) إلى أهل الإسلام، وكُلٌّ منهما ينصّ على أنّهم لم يزالوا يحتفلون بشهر مولده، فهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ علىأنَّ الاحتفال بمولده (ص) له جذور في تاريخ الإسلام والمسلمين، دون أن يرجع أصله إلى عصر المماليك الذين حكموا مصر ما بين عام 650 إلى (ص)22 هجرية، حتّى انقرضوا علىيد العثمانيّين؛ و القول بأنّ الاحتفال حدث في زمن المماليك في القرون المتأخّرة، تخرّص بلا دليل، بل كان عمل المسلمين في هذا العصر استمراراً لما كان عليه المسلمون من قبل.
ولو فرضنا أنّ المسلمين - من عصر المماليك إلى يومنا هذا - قد احتفلوا بمولد النبي (ص) عبر قرون، فهذا العمل منهم يعدّ أفضل دليل على كون الاحتفال أمراً مشروعاً، إذ أنّ اتّفاق الأُمّة الإسلامية في عصر واحد علىعمل، يصير دليلاً شرعيّاً علىمشروعيته، فكيف إذا كان الاتفاق عبر عصور مديدة؟ !
قال الغزالي في تعريف الإجماع: إنّه (الإجماع) اتّفاق أمّة محمد (ص) بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي. 2مستدلّين بقوله سبحانه: ( وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَ يَتَّ بِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً) . 3ثم إنّ من يعتبر الاحتفال بمولد النبي (ص) بدعة يُسيء الظن بالأُمّة الإسلامية، وعلى رأسها العلماء، و الفقهاء، و المحدّثون، فإنّهم كانوا يحتفلون