189أعظم منها، إنّ الشرك إذا ما ترك دون علاج، و دون تطهير الأرض منه، يحول الإنسان الخليفة لربه إلى دائرة العداء لمنهج السماء، و الصدود و الإعراض عن الله تعالى. .
و كذلك الحال مع الكعبة، المحطة الربانية التي يتزود منها الناس قيم التوحيد و الإيمان، و مبادئ الخير و العطاء، فإذا أصابتها لوثة الشرك، أفقدتها خصائصها التربوية و بركاتها، و دورها الريادي الكبير في حياة الناس الإيمانية. . ، و يكون مصيرها مصير أي مشرك كما تصفه الآية 31 من سورة الحج.
و حتى لايقع هذا المحذور و الأمر الخطير الذي يؤدي بالدور الذي رسمته السماء للإنسان المؤمن، و هو دور الخلافة، و حتى يبقى خير الكعبة، و بركتها، و دلالتها على توحيد الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ ) 1و حتى يتم الإبقاء على دور الكعبة في الحياة و تفعيلها باستمرار ( جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ ) 2، و القيام ما يقوم حياة الناس و معايشهم في الدنيا، كما تقوم آخرتهم، فيستقيم بها دينهم، و دنياهم، و آخرتهم، و تدفع عنهم العذاب. . حتى روي: «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة» ، «لو ترك الناس الحج أنزل عليهم العذاب» . 3و حتى تبقى منطلقاً لعروج المؤمنين إلى بارئهم، و قد صفت أرواحهم. . ، يقول سيد قطب في ظلاله: الحج 28 " و هو موسم عبادة تصفو فيه