190الأرواح، و هي تستشعر قربها من الله في بيته الحرام، و هي ترف حول هذا البيت، و تستروح الذكريات التي تحوم عليه، و ترف كالأطياف من قريب و من بعيد. "
و لا يتم ذاك العروج إلى الله تعالى من الطواف حول البيت، و الركوع و السجود بين يدي الله تعالى في رحاب البيت الحرام، و لا النقاء و الصفاء للنفوس الطائفة و العابدة، إن لم تطهر الكعبة من الشرك، فجاء العهد من الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل (ع) بتطهيرها من الشرك و أدرانه، و وسائله عبر الآيتين: 125 البقرة و 26 الحج.
المرحلة الرابعة:
مرحلة الأذان ( وَ أذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ ) ، حلت بعد أن حملت المراحل الثلاث قصة بناء البيت الحرام، بدءاً بوجود ذرية صالحة تحيي وادياً وصفه الله تعالى بأنه ( غَيْرِ ذِى زَرْعٍ ) ، ثم برفع أسس و قواعد البيت فتطهيره، بيت أمر الله تعالى خليله إبراهيم (ع) ، بإقامته على التوحيد، و تطهيره، و أمره أن يؤذن في الناس بالحج إليه: ( وَ أذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَاْتُوكَ رِجالاً وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَاْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) . 1والله أعلم متى كان ذلك التطهير؛ هل وقع قبل الأذان أو بعده؟
و الذي يبدو كما هي طبيعة الأشياء - والله العالم - أنه بعد الانتهاء من بناء الكعبة، و وضع الحجر الأسود، و بعد أن تم تطهير البيت من قبل نبي الله إبراهيم و ابنه إسماعيل (ع) ، طهراه من الأوساخ. . أو الأصنام التي وضعها