185المرحلة الثانية:
( وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ ) . 1عاد نبي الله إبراهيم (ع) إلى حيث ترك زوجته هاجر، و طفله إسماعيل، ففوجئ بالوادي آهلاً بأناس كثر، جاؤوا طلباً لكلإ، أو ماء وحياة. . .
و هنا بدأت الرحلة الأخرى، الأكثر خلوداً و بقاءاً. . إنها مبادرته إلى بناء الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام، بالقرب من زمزم، يعاونه ولده إسماعيل (ع) .
في الوقت الذي كان سيدنا إسماعيل يحمل حجارة الكعبة المشرفة، كان سيدنا إبراهيم يقوم ببناء جدرانها. . كان يقوم بنحت الحجارة على شكل مربع، و عندما ارتفع الجدار قام نبياللهإبراهيم (ع) ، باستخدام حجر للوصول إلى أعلى الجدار، هذا الحجر الذي مازال يحمل أثرين ظاهرين لقدميه المباركتين، و لم يزل هذا معروفاً تعرفه العرب في جاهليتها، و لهذا قال أبوطالب في قصيدته المعروفة اللامية:
ومَوْطِىءُ إِبراهيمَ في الصَّخْرِ رَطْبَةٌ على قَدَمَيْهِ حافِياً غيرَ ناعِلِ
و حتى أصبح يعرف موقعه بمقام إبراهيم، و غدا آية للعالمين: ( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ) ولتكون هذه البنية بيتاً معظماً، يحتل الموقع الأول، يتوفر على الصفات الأعظم، و الأهداف الأجل: ( إِنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ ) . 2