165ولادليل.
فيدفع: بأنالخمس عوض عن الزكاة، على ما يستفاد من الروايات كنايةً، كقول الإمام الصادق (ع) : «إنالله لاإله إلاهو لما حرّم علينا الصدقة، أنزل لنا الخمس، فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة» . 1
أو صريحاً، كقوله (ع) : «. . . وإنّما جعل الله هذا الخمس لهم خاصة دون مساكين الناس وأبناء سبيلهم، عوضاً لهم من صدقات الناس، تنزيهاً من الله لهم لقرابتهم برسول الله (ص) ، وكرامة من الله لهم عن أوساخ الناس» . 2فلو كانالحج أهم من الزكاة، ورُجّح تقديمه عند التزاحم على الزكاة، لكانالحج بطريق أولى أهم من الخمس، إمّا لكون الخمس عوضاً عن الزكاة وإمّا لكون الزكاة أهم من الخمس على ما يستظهر من عطف الزكاة في الآيات الشريفة على الصلاة كقوله تعالى: وَ أقيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزكاةَ 3و غيرها.
وكقوله في وصف المشركين: ( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكينَ الّذينَ لايُؤْتُونَ الزكاةَ وَ هُمْ بِاْلآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) . 4
ولايخفى أنالزكاة قد وردت في آيات كثيرة تقرب من ثلاثين مورداً، وعطفت على الصلاة في أكثرها، لكن الخمس لميرد في القرآنإلامرة واحدة وهذا دليل على أهمية الزكاة.
فلو كانالحج متقدماً على الزكاة عند التزاحم، لدلالة صحيحة معاوية بن عمار، فهو بطريق أولى أهم بالنسبة إلى الخمس، فالإشكال في قصور دلالة الرواية بأنّها مختصة بالزكاة دون الخمس، ليس في محله.