156إنالحج البذلي واجب منجز لانقصانفيه، وكذا أداء الدَّين واجب منجز أيضاً، وبهذا قد توجّه التكليفان للمديون، وهو لايقدر على صرف الوقت في كليهما، فلابدّ أنيقدم الأهم على المهم، كما هو مقتضى العقل عند التزاحم بين الواجبين، وقد مضى البحث عن الدَّين وأهميته وأنله موقعاً ممتازاً لاتناله أي فريضة من الفرائض، وبما أنّه واجب معترف به عند الناس طرّاً، وقد أمضاه الشارع على ما هو عليه من الأهمية، فتحصّل أنالوفاء بالدَّين واجب أهم والحج واجب مهم، والواجب الأهم مقدم على المهم، فالوفاء بالدَّين مقدم على الحج.
وأمّا لو ترك الأهم وذهب إلى الحج، فهو لاينجو عن ملامة الناس حقاً لقصوره في أداء الدَّين، وعدم اهتمامه بحقوق الناس، مع أنّه واجب قد اهتم به القرآنفي آيات متعددة، وأما حجه فهل وقع صحيحاً، ويجزي عن حجةالإسلام أم لا؟
إنالحج البذلي مجز عن حجة الإسلام، و إنكانالحاج مديناً، وترك أداء الدَّين مع ما كانله من التمكن من صرف الوقت في الوفاء به، لكنه ترك الأهم و أتى بالمهم، وهو أيضاً وقع صحيحاً بإحدى الطرق المقررة في الأُصول على نحو الترتب، وبما أنكل واحد من الواجبين كانله أمر في طول الآخر لو ترك الأهم فالأمر بالمهم يليق بالامتثال.
كأنه قيل: أيّها المكلف لو تركت الوفاء بالدَّين (الأهم) ، أو لو عصيت و لم تف بالدَّين، فأت بالحج.
4- يستفاد من الأدلة أن الحج البذلي مصداق للاستطاعة، فهو استطاعة