51وقال: قال نافع بن جُبير لعليّ بن الحسين: إنّك تُجالس أقواماً دوناً! قال: آتي مَن أنتفعُ بمجالسته في ديني. قال: وكان نافعٌ يجِدُ في نفسه، وكان عليّ بن الحسين رجلاً له فضلٌ في الدِّين.
ابن سعد، عن عليّ بن محمّد، عن عليّ بن مجاهد، عن هشام بن عروة، قال: كان عليّ بن الحسين يخرجُ على راحلته إلى مكّة ويرجع لا يَقْرعُها، وكان يُجالِسُ أسلمَ مولى عُمَر، فقيل له: تَدَعُ قريشاً، وتُجالسُ عَبْد بني عدِيّ! ؟ فقال: إنّما يجلس الرجلُ حيثُ ينتفع.
وعن عبد الرحمن بن أردك (24) - أخو عليّ بن الحسين لاُمّه - قال: كان عليّ ابن الحسين يدخل المسجد، فيشُقُّ الناس حتّى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جُبير: غفر الله لك، أنتَ سيّد الناس، تأتي تتخطّى حتّى تجلس مع هذا العبد، فقال عليّ بن الحسين: العلم يُبتغى ويُؤتَى ويُطلَبُ من حيث كان.
الأعمش، عن مسعود بن مالك، قال لي عليّ بن الحسين: تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جُبير؟ قلت: ما حاجتك إليه؟ قال: أُريد أن أسأله عنها، إنّ الناس يأتوننا بما ليس عِندنا.
ابن عُيَيْنَة، عن الزُّهري، قال: ما كان أكثر مجالستي مع عليّ بن الحسين، وما رأيت أحداً كان أفقه منه، ولكنّه كان قليل الحديث.
وروى شعيب، عن الزُّهري، قال: كان عليّ بن الحسين من أفضل أهل بيته، وأحسنهم طاعةً، وأحبّهم إلى مروان، وإلى عبد الملك.
مَعْمَر، عن الزُّهري: لم أُدرك من أهل البيت أفضل من عليّ بن الحسين.
وروى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: ما رأيتُ فيهم مثل عليّ بن الحسين.
ابن وهب، عن مالك، قال: لم يكُن في أهل البيت مِثلُه، وهو ابنُ أمة.
حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد: سمعتُ عليّ بن الحسين - وكان أفضل هاشميّ أدركتُه - يقول: يا أيّها الناس، أحبّونا حُبَّ الإسلام، فما بَرِحَ بنا حُبّكم حتّى صار علينا عاراً.
أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عليّ: يا أهل العراق، أحبُّونا حُبَّ الإسلام، ولا تحبّونا حُبَّ الأصنام، فما زال بنا حُبّكم حتّى صار علينا شَيْناً.
قال الأصمعي: لم يكن له عقِب - يعني الحسين - إلاّ من ابنه عليّ، ولم يكن لعليّ بن الحسين ولدٌ إلاّ من اُمّ عبد الله بنت الحسن وهي ابنة عمّه، فقال له مروان: أرى نسلَ أبيك قد انقطع، فلو اتّخذتَ السّراري لعلَّ الله يرزُقَكَ منهنَّ، قال: ما عندي ما أشتري، قال: فأنا أُقرِضُك. فأقرضه مائة ألف، فاتّخذ السراري، ووُلدَ له جماعة من الولد. ثمّ أوصى مروان لمّا احتضر أن لا يُؤخذ منه ذلك المال.
إسنادها منقطع، ومروان ما احتُضر، فإنّ امرأته غَمّتهُ تحت وسادة هي وجواريها.
قال أبو بكر بن البرقي: نَسْلُ الحسين كلّه من قِبَل ابنه عليّ الأصغر; وكان أفضل أهلِ زمانه. ويقال: إنّ قريشاً رَغِبَتْ في اُمّهات الأولاد بعد الزُّهد فيهنّ حين نشأ عليّ بن الحسين، والقاسم بن محمّد، وسالم بن عبدالله.
قال العِجليّ: عليّ بن الحسين مدنيّ، تابعي، ثقة.
وقال أبو داود: لم يسمع عليّ بن الحسين من عائشة; وسمعتُ أحمد بن صالح يقول: سِنّهُ وسِنُّ الزُّهري واحد.
قلت: وَهِمَ ابن صالح، بل عليّ أسنُّ بكثير من الزُّهريّ.
ورُوي عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: أصحُّ الأسانيد كلّها: الزُّهري، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ.