51كرمه الله، وينتهي إليه في حركة منظمة رائعة، من أروع مشاهد توحيد الأمّة الواحدة في مسار الحركة إلى الله.
ثم ينطلق الحاج من الطواف إلى السعي في حركة مستقيمة واحدة غادياً ورائحاً من الصفا إلى المروة، وبالعكس.
وهكذا تتصل تجليات الأمة الواحدة في مشاهد الحج الكبرى من الميقات إلى الطواف، ومن الطواف إلى السعي، ومن البيت الحرام إلى عرفة حيث يجتمع ملايين المسلمين في وادي عرفه، توحدهم عرفة، وتوجههم إلى الله تعالى بالدعاء والصلاة، وتصفيهم من كلّ ذنوبهم، بلا استثناء إلا الشرك والقتل وحقوق الناس، والبدعة في دين الله فإنّها لا تغتفر.
ويفيض الحجاج من عرفة إلى المشعر الحرام وقد تركوا وراءهم ركام ذنوبهم ومعاصيهم في هذا الوادي الشريف.
ثم مشهد المشعر الحرام ومشاهد رمي الجمرات في وادي منى، وهو يرمز إلى جهد جمعي من جانب الحجاج كلهم لإقصاء الشيطان عن حياتهم ورجمه وإبعاده منهم.
ثمّ يأتي في نهاية هذه الجولة الصعبة من الميقات إلى منى العيد الأكبر الذي يحتفل به الحجاج جميعاً في منى وفي رحاب بيت الله، وهو عيد الأضحى المبارك.
يوحّد فرحتهم بنجاحهم في إقامة هذه الفريضة الصعبة في هذا البلد القفر الذي اختاره الله لبيته الحرام.
إن أبرز شيء في الحركة العظيمة من الميقات إلى منى أمران : (توحيد) الله تعالى بالعبادة و(توحيد) حركة الأمة على خط توحيد الله. ولا يحسّ الإنسان بهذه الأمة المباركة العظيمة، كما يحسّ بها في مشاهد الحج العظيمة، وكما يوحّد الحج خطاب هذه الأمة وحركتها ومظهرها