12بيت التوحيد في هذا العام وهو عام الانسجام الاسلامي:
1- جهوده في الدعوة
إستثمر الإمام علي(ع) كل فرصة لبيان سلبيات التفرقة وخطرها على أساس الحكومة الإسلامية. وجاء في ما روي عنه أنه خاطب المسلمين من معاصريه قائلاً: وأيم الله، ما اختلفت أمة قط بعد نبيها إلاّ ظهر أهل باطلها علي أهل حقها.
فالإمام يرى أن الباطل ينتصر باتحاد أهله والحق يهزم بتفرق أتباعه، حيث ورد في الخطبة الخامسة والعشرين من نهجالبلاغة قوله:
والله لأظن أن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم.
كما وينقل الإمام(ع) للمسلمين في خطبة القاصعة تفاصيل تجربتين تاريختين مهمتين ليلقنهم عبر التاريخ ودروسه:
«واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال وذميم الأعمال. فتذكروا في الخير والشر أحوالهم، واحذروا أن تكونوا أمثالهم. فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم فالزموا كل أمر لزمت العزة به شأنهم، وزاحت الأعداء له عنهم ومدت العافية به عليهم، وانقادت النعمة له معهم ووصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة، والتحاضّ عليها والتواصي بها.
وتدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم... فاعتبروا بحال ولد إسماعيل وبني إسحاق وبني إسرائيل(عليهما السلام). فما أشدّ اعتدال الأحوال، وأقرب اشتباه الأمثال.
تأملوا أمرهم في حال تشتتهم وتفرقهم ليالي كانت الأكاسرة والقياصرة