13أرباباً لهم، يحتازونهم عن ريف الآفاق وبحر العراق وخضرة الدنيا إلى منابت الشيح، ومهافي الريح، ونكد المعاش.
فانظروا إلى مواقع نعم الله عليهم حين بعث إليهم رسولاً فعقد بملته طاعتهم وجمع على دعوته ألفتهم، كيف نشرت النعمة عليهم جناح كرامتها...
فهم حكام على العالمين، وملوك في أطراف الأرضين. يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم. ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم. لا تغمز لهم قناة، ولا تقرع لهم صفاة... فإن الله سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة التي ينتقلون في ظلها، ويأوون إلى كنفها، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة؛ لأنها أرجح من كل ثمن وأجل من كل خطر».
وبعد ذلك يحذّر الإمام من أن الوحدة تهدّدت وتعرّضت أواصرها للخطر في عصره.
2- جهوده قبل خلافته
رغم إيمانه بأن الخلافة بعد رسولالله(ص) من حقه، إلاّ أن الإمام علياً(ع) كان يرى الخطر في تشتت صفوف المجتمع الإسلامي أكبر من خطر تركه للساحة السياسية. ولذلك قال(ع):
وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعود الكفر ويبور الدين لكنّا على غير ما كنا لهم عليه.
وقال(ع) أيضاً:
قد جرت أمور صبرنا عليها وفي أعينا القذي تسليماً لأمرالله تعالى فيما