11العالمية منذ أمد طويل جهداً كبيراً لزرع بذور الشقاق في صفوف المسلمين وصعّدت مؤامراتها بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وانتشار مدّها في العراق ولبنان وأفغانستان، حيث أصبحت هذه المؤامرات في الآونة الأخيرة أكثر تعقيداً ووصلت إلى ذروتها، مما دعا قائد الثورة الإسلامية سماحة آيةالله الخامنئي أن يسمّي العام الحالي عاماً للوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي؛ وذلك لمواجهة مؤامرات الاستكبار العالمي.
ولكن، يبقى السؤال: كيف يمكن في هذا العصر إحياء أمر أهلالبيت(عليهما السلام) والتمهيد للحكم الإسلامي العالمي بقيادة الإمام المهدي(عج)؟
إن ما نقل عن الإمام الرضا(ع) في مطلع الحديث يتضمن الإجابة على هذا السؤال، فالراوي يسأل الإمام(ع): وكيف يحيي أمركم؟ فيردّ الإمام(ع) قائلاً: يتعلّم علومنا ويعلمها النّاس؛ فإن النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
وبما أن معارف أهل البيت(عليهما السلام) تتطابق مع العقل والفطرة الإنسانية، فإن قول الإمام(ع) يدلّ على أن التعرف على هذه المعارف يمهّد الطريق أمام الناس لاتّباع أهلالبيت(عليهما السلام) وتحقيق حكومتهم العالمية.
ومن أبرز معارفهم ما يرتبط بتوحيد كلمة الأمة الإسلامية والتحذير من خطر التفرقة.
وها هو أبو الأئمة أميرالمؤمنين علي(ع) يقول في كتابه الذي أرسله إلى أبي موسى الأشعري في قضية التحكيم: وليس رجل - فاعلم - أحرص على جماعة أمة محمد وألفتها مني.
وهنا أشير إلى ثلاثة من جهود الإمام علي(ع) في تحقيق الوحدة الإسلامية لتشكل رسالة من هذه الندوة المباركة نوجهها إلى جميع أتباعه ومحبّيه من جوار