8الأخلاقية والمفاسد الاجتماعية، وتجذر الجهل والتسلط والاستغلال والظلم والتعسف. . وجميعها وجدت مكاناً لها بين طبقات مجتمعهم وأبنائهم، ثم انتقلت إلى أجيالهم وأعقابهم. .
«. . إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلىٰ أُمَّةٍ وَ إِنّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمْ مُهْتَدُونَ. . .» 1.
فترك كل هذا وغيره بدوره آثاره السيئة على مجمل حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الأخلاقية والنفسية. . .
فأخلاقياً واجتماعياً - وإن حافظوا على جملة من الأخلاق التي تميزوا بها عن الآخرين كالوفاء بالعهد والكرم وعزة النفس والمروءة والشجاعة. . امتلأت بها قصائدهم ونواديهم فخراً وزهواً - كان فيهم ما ينكره العقل السليم وما يقشعرّ منه الخلق السليم والأدب القويم، فقد كانوا يرتكبون الخطايا ويردون مجالس اللهو والطرب، ويمارسون الرذيلة بأنواعها كالزنا، حتى لم تعد المرأة عندهم إلا سلعة مهينة معاملة ومعاشرة ونكاحاً وطلاقاً وإرثاً، ويدمنون على تعاطي الخمرة في بيوتهم ومجالسهم. . والجهل يستمرئونه، ويحتكمون إلى ما ورثوه من عادات وتقاليد وإن فسدت. .
وهناك ظاهرتان مؤلمتان، فقد كان فيهم أناس يئدون البنات خشية العار وسبيهنّ، ويرون في وجودهن والإبقاء عليهن ذلة لهم. . ويقتلون الأولاد خوف الفقر والفاقة والافتقار. . وقد حكى لنا القرآن الكريم هاتين الظاهرتين:
«وَ إِذٰا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ * يَتَوٰارىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مٰا بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرٰابِ أَلاٰ سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ» 2