9
«وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَوْلاٰدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاٰقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيّٰاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كٰانَ خِطْأً كَبِيراً» 1.
وأما ثروتهم فقد استأثر بها فريق دون الآخرين، راح يملك الأسواق والأنشطة التجارية والنواحي الاقتصادية في الحجاز وبالذات في مكة، وكان صناديد قريش هم المتحكمون بهذه النواحي وتلك الأنشطة، وكانت مكة مركز البيت الحرام والعبادات خالصة لهم لا يستطيع أحد - مهما تمكن واقتدر - أن ينازعهم سلطانهم هذا. وبجانب هذه الطبقة هناك طبقة متوسطة الحال وأخرى سيطر عليها الفقر والحرمان، وهناك الرقيق أيضاً، وهم يشكلون ظاهرة واسعة وقد أسقط الكبار الظالمون المتعجرفون كل حقوق هذه الطبقة في الحياة المناسبة، وجعلوهم يعيشون بين تلك الطبقات الثلاث عيشةً ذليلة يستخدمونهم أبشع استخدام خَدَمَة وعمالاً وأجراً. . .
وكانت القبائل العربية مفكّكة الأوصال، تغلب عليها الأنانية وحب الذات. .
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدراً وطيناً!
والنزعة القبلية والطبيعة العنصرية متفشية فيهم. .
وهل أنا من غزية إن غوت غويت
وإن ترشد غزية أرشد؟ !
وكان ديدنهم القتل والغزو والسلب، يُغير بعضهم على بعض، فيقتل قويهم ضعيفهم ويسبي، وكانت الحروب تطحنهم ويتقاتلون فيها قتال ذئاب مسعورة لأتفه الأسباب. . ، وحتى تضع الحرب أوزارها يحتاجون لسنين طويلة جداً. . ولم يكن لهم من يعودون إليه من زعيم يلوذون به أو مرجع يلجئون إليه أو دولة قوية