7
العدد السادس والعشرون
الرسول الرحمة والحج نموذجاً
محسن الأسدي
قضت إرادة اللّٰه تعالى وحكمته سبحانه أن يبعث محمد بن عبد اللّٰه صلى الله عليه و آله رسولاً ونبياً في أمة عشعشت في مفاصلها فوضىٰ جاهلية جهلاء، وفي عهد عمّت فيه ضلالة عمياء، وفي زمن كانت دنياه تموج بآلهة عديدة وأرباب متفرقة تعبد عبر شركٍ مقيت وعبودية ذليلة و ظلم صارخ وتخلف وانحدار في ظلمات قاتلة للأرواح كما للقلوب والمشاعر لما يترتب عليها من بعد عن «فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا» .
خصوصاً بعد أن استولى عمرو بن لحي على مكة وما والاها واستطاع أن يشيع الوثنية بين أهل مكة والقبائل حولها عبر عبادة الأصنام التي جاءهم بها، وهو بعمله هذا بدّل ديانة نبي اللّٰه إبراهيم الخليل عليه السلام التوحيدية الخالصة للّٰهوحده، والتي كان أهل الجزيرة العربية ومن حولها يدينون بها، وعلى إثر ذلك التبديل تكاثرت الآلهة فنشر الشرك بين أهل مكة وخارجها، حيث كان أهل الحجاز يستمعون إلى أهل مكة ويتبعون ما يرونه ويعتقدونه، لأنهم أهل الحرم المبارك والبيت الكريم وولاته وسدنته والقائمون على شؤونه، فانتشرت الوثنية في هذه البلاد، واستتبع ذلك تفشي الانحرافات العبادية والخرافات الدينية والأمراض