68القولي، وأما أن يكون قيامه بفعل الطبابة شرحاً بنفسه لكتاب القانون فهذا ما يتطلّب قرينةً وشاهداً إضافيّاً، كما هو واضح.
3- وأما ما دلّ على تعليم الكتاب والحكمة، وأنّ ذلك من وظيفة الرسول صلى الله عليه و آله، فهو غير واضح في الشمول لمثل الفعل إلا بقرينة، مثل ما لو قال النبي صلى الله عليه و آله: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» 1، فمن الممكن أن يكون فعله ذا دور في التعليم، أما مع عدم نصب قرينة خاصّة فإنّ العرف لا يفهمون التعليم من الفعل إلا بقرينة مسبقة، نعم قد يفهمون السلوك العام الأخلاقي ذا دورٍ في التعليم، أما غير ذلك فغير واضح، تماماً كما قلنا في النقطة السابقة.
4- وأما ما دلّ على مدح النبي صلى الله عليه و آله بألوان المدح وغير ذلك، فلم نقبل دلالته على حجيّة السنّة هناك، لكن على تقدير دلالته يمكن استظهار حجيّة الفعل في الجملة من مثل «وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» ، فإنّ من يرى أنّ مثل هذه الآية ينفع في حجيّة السنّة، من الطبيعي له أن يجعل الفعل النبوي حجّةً؛ لأن الآية تركّز نظرها على جانب الخُلق المنتمي إلى دائرة الفعل، كما أنّ ما دلّ على اتباع الرسول للدين و. . يفيد ذلك، فإنّ من يرى دلالة مثل هذه الآية على حجيّة السنّة لا يسعه إنكار دلالتها على حجيّة الفعل؛ لأنّ مركز الدلالة فيها هو اتّباع النبي لأوامر اللّٰه، مما ينتمي إلى مسألة الفعل لا القول فقط، فهذه الطائفة تدلّ على حجية الفعل النبوي.
5- وأما ما دلّ على وحيانية السنّة، وأنّه لا ينطق عن الهوى، وأنه لو تقوّل على اللّٰه لعاقبه، وهي الطائفة التي قبلنا - ببعض آياتها - دلالتها على حجيّة السنّة، فلا يفيد حجيّة الفعل؛ لأنها ظاهرة في القول، بل كأنها صريحة به، بقرينة «ينطق» و «تقوّل علينا» ، فلا وجه لدلالة مثل هذه الآيات على حجيّة الفعل، ما لم تنضم إليها شواهد إضافيّة.