45القرآن والكتب التي خاطب بها الملوك يدعوهم إلى الإسلام. وكان بعضهم يكتب له حوائجه والبعض الآخر يكتبون بين الناس في المدينة والبعض الآخر يكتبون بين القوم في مياههم وقبائلهم وفي دور الأنصار من الرجال والنساء. ولما تولى أبوبكر، كان عثمان بن عفان كاتبه يكتب له الكتب إلى العمال والقواد وصارت الكتابة من مناصب الحكومة 1.
وقال أيضاً: ليس في آثار العرب بالحجاز ما يدل على أنّهم كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام مع أنهم كانوا محاطين شمالاً وجنوباً بأمم من العرب خلّفوا نقوشاً كتابية كثيرة وأشهر تلك الاُمم حِمْيَر في اليمن، والأنباط في الشمال، والسبب في ذلك أنّ الحجاز أو عرب مضر كانت البداوة غالبة على طباعهم والكتابة من الصنايع الحضرية. . . فجاء الإسلام والكتابة معروفة في الحجاز ولكنها غير شائعة فلم يكن يعرف الكتابة في مكة إلا بضعة عشر إنساناً أكثرهم من كبار الصحابة 2.
وقال في تاريخ الجاهلية: والجاهليون كانوا اُميين لا يخطون ولا يقرأون الخط وخصوصاً في البادية. على أن هذا لا يعني أنّ القراءة والكتابة كانتا مجهولتين لقد كانتا معروفتين في القرى وفي البادية ولكن لم تكونا شائعتين 3.
إذا عرفت ما تمهّد فالكلام يقع في المقام الأوّل وهو فيما يتعلق بشأن النّبي صلى الله عليه و آله قبل البعثة فهل كان أمّياً أبجدياً آنذاك أو لا؟
المعروف بين أصحاب السير - بل الظاهر أنّه متفق عليه بينهم - أنّه صلى الله عليه و آله قبل النبوة كان أمّياً لا يقدر على قراءة ولا كتابة وكان كعامّة قومه في هذا الوصف وإن كان بارزاً عنهم في أوصاف نفسية كمالية كالصدق والأمانة والخلق العظيم، وكان يعترف له بذلك الناس. وقد تقدم بعض الكلمات فيما يرتبط بذلك.
وربما نسب إلى بعضٍ خلاف ذلك، وأن النّبي صلى الله عليه و آله في هذا المقطع من عمره