44العرب، قال عليه الصلوة والسلام: إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب. فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرأون والنبي عليه الصلوة والسلام كان كذلك فلهذا السبب وصفه بكونه أمياً 1.
وقال في تفسير نمونه (الأمثل) ما ترجمته:
والخطأ الّذي ينبغي التجنب عنه هو أنّ عدم الدراسة لا يعني عدم العلم والذين يفسّرون لفظة الأمّي بعدم العلم كأنّهم لم يلتفتوا إلى الفرق بين الأمرين، فإنّه لا مانع من علم النّبي صلى الله عليه و آله - بتعليم إلهي - بالقراءة أو بها وبالكتابة من دون أن يكون تعلّم ذلك من إنسان. . . إلى أن قال:
1 - لم يتعلم النّبي صلى الله عليه و آله القراءة والكتابة من إنسان قطعاً.
2 - لا دليل صحيح أو معتبر فيما بأيدينا على أن النّبي صلى الله عليه و آله كتب شيئاً أو قرأ قبل النّبوة ولا بعدها.
3 - لا ينافي هذا كون النّبي صلى الله عليه و آله قادراً على القراءة والكتابة بتعليم إلهي 2.
إذا عرفت ما مهّدناه، فالبحث عن كون النّبي صلى الله عليه و آله اُمّياً تارة بملاحظة حاله صلى الله عليه و آله قبل البعثة وأخرىٰ بعدها فالكلام في مقامين:
وتمهيداً للبحث ننقل بعض كلمات أصحاب التاريخ فيما يتعلّق بالوضع العام لثقافة العرب بشأن العلم والكتابة؛ قال جرجي زيدان:
لم يكن العرب في جاهليتهم يعرفون الكتابة إلا نفراً قليلين ولم يكن كتابتهم بالأحرف العربية المعروفة اليوم وإنّما كانوا يكتبون بالأحرف العبرانية أو بالأحرف النبطية. ولما ظهر الإسلام، لم يكن يكتب بالعربية إلا بضعة عشر إنساناً كلهم من الصحابة، ومنهم علي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وطلحة، وعثمان، وأبوسفيان، وولداه، ومعاوية و يزيد وغيرهم، فكان علي وعثمان وزيد بن ثابت وعبداللّٰه بن الأرقم، ممن كتب للنبي، لأنّه لم يكن يكتب ولا يقرأ، فكتبوا له سور