43وفي قوله تعالى: «إِذاً لاَرْتٰابَ الْمُبْطِلُونَ» أي ولو كنت تقرأ كتاباً أو تكتبه لوجد المبطلون طريقاً إلى الشك في أمرك ولقالوا: إنّما يقرأ علينا ما جمعه من كتب الأولين.
قال السيد المرتضى قدس سره: هذه الآية نزلت على أنّ النبي صلى الله عليه و آله ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة، وأمّا بعدها فالذي نعتقده في ذلك: التجويز لكونه عالماً بالقراءة والكتابة، والتجويز لكونه غير عالم بهما من غير قطع على أحد الأمرين. وظاهر الآية تقتضي النفي بما قبل النبوة لأنّ المبطلين إنّما يرتابون في نبوته صلى الله عليه و آله لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة فأمّا بعد النبوة فلا تعلق بالريبة والتهمة فيجوز أن يكون قد تعلمها من جبرئيل عليه السلام بعد النبوة 1.
أقول: يظهر من هذا الكلام أنّ ما نسبه بعض المتأخرين إلى السيد المرتضى من كون النبيّ صلى الله عليه و آله أمّياً بعد البعثة أيضاً ليس تامّاً وأنّ السيد متوقّف في المسألة.
ثمّ إن صاحب البحار ذكر روايات يدعى ظهورها في أن النبيّ صلى الله عليه و آله كان لا يكتب ولا تنفي القراءة. وأيضاً ذكر روايات تنفي كونه صلى الله عليه و آله أمّياً في القراءة والكتابة ثمّ قال:
«بيان: يمكن الجمع بين هذه الأخبار بوجهين: الأوّل: أنّه صلى الله عليه و آله كان يقدر على الكتابة، ولكن كان لا يكتب، لضرب من المصلحة. الثاني: أن نحمل أخبار عدم الكتابة والقراءة علىٰ عدم تعلمها من البشر وسائر الأخبار علىٰ أنّه كان يقدر عليها بالإعجاز.
وقال: وكيف لا يعلم من كان عالماً بعلوم الأوّلين والآخرين أن هذه النقوش موضوعة لهذه الحرف 2.
وقال الرازي في تفسيره: قال الزجاج: معنى الأمّي الذي هو على صفة أمّة