36منافاتها لقانون العلّة، قال تعالى: «وَ قٰالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّٰى تَفْجُرَ لَنٰا مِنَ اْلأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ اْلأَنْهٰارَ خِلاٰلَهٰا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمٰاءَ كَمٰا زَعَمْتَ عَلَيْنٰا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّٰهِ وَ الْمَلاٰئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقىٰ فِي السَّمٰاءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّٰى تُنَزِّلَ عَلَيْنٰا كِتٰاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحٰانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاّٰ بَشَراً رَسُولاً» 1.
فزُعم أن المراد من قوله: هل كنت إلّابشراً، هو إنكار إمكان المعجزة وكونها تخلّفاً عن نظام الكون والعلل.
وربما زيد لإثبات الدعوى المتقدمة، الاستدلال بقوله تعالى: «وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّٰهِ تَبْدِيلاً» 2.
ويرد على هذه المغالطات أن آية سورة الإسراء لا ربط لها بإنكار المعجزة، وإنما هي بصدد الردّ على شهوات الكفّار واقتراحاتهم وأهوائهم، وأن الرسول بشر لا يقدر على ما يريده الناس وتهواه نفوسهم 3.
وأمّا آية سنّة اللّٰه فواضحٌ عدم إنكارها للمعجزة بعد كون المعجزة أيضاً من سنن اللّٰه في إثبات الرسالات فكانت الآية مثبتة لها لانافية إيّاها.
الجهة الخامسة: في صدور المعجزة ووقوعها خارجاً من الأنبياء والأولياء بعد ما تقدم من إمكانها وعدم المحذور فيها.
لا ينبغي الريب في صدور اُمور خارقة للعادة لا توافق القوانين العامّة الطبيعيّة، على مرّ الدهور السالفة، من اُناس عرفوا بالنبوّة والصلاح والسداد، وقد كثر النقل والحكاية على أيدي الثقات والصلحاء بما لا يبقي الشك ولا يدع الترديد،