296إلى تلك القلوب. . ثم إن إلقاء نظرة إلى المجتمعات المحيطة بالعرب تجعل الناظر يشعر بالفرق بين مجتمع العرب وغيرهم، وعلى الظاهر أن العرب على ما كانوا فيه، فقد كانوا خيراً من غيرهم.
المراد بالجاهلية
نعود إلى الجاهلية وما يراد بها، فقد قيل: إن المراد بها الجهل التوحيدي الديني لا الجهل بعلم من العلوم. . فقد أفادت صلات العرب الحضارية مع العالم، وظاهرة بناء أقدم سد ركامي (مأرب) ، الدخول في صفقات منتظمة وأحلاف وعقود بأنهم كانوا على دراية بقضايا عصرهم، فالجاهلية ليست سوى الجهل بتوحيد اللّٰه تعالى، وذكرت دوائر المعارف والكتب بأن اليهودية أطلقت كلمة الجاهليين على الأقوام الذين سبقوا ظهورها. . وأما تحديد فترة الجاهلية، فهي في نظر المفسّرين تمتد من الجاهلية الجهلاء أو الجاهلية الأولى التي كافحها النبي إبراهيم عليه السلام إلى الجاهلية الثانية التي ناضلها النبي محمد صلى الله عليه و آله. . 1.
على أنّ بعض المؤلفين قال: إن لفظ الجاهليّة شاع بعد الهجرة إلى المدينة، كما