297أنّ آخر قال: وكانت قريش تسمى في الجاهلية العالمية لفضلهم وعلمهم. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
ألسنا أهل مكة عالمياً
وأدركنا السلام بها رطابا 1
أول عبادة الأصنام
وإذا ما قلنا بأن الجاهلية تعني الجهل بتوحيد اللّٰه تعالى، لزم أن نلمح إلى ما روي عن أوّل عبادة الأصنام ونشأتها؛ فقد روى ابن هشام في سيرته أنّ عمرو بن لحي الخزاعي هو أوّل من سنّ هذه العبادة؛ حيث جاء بصنم من أرض البلقاء يدعى هبل 2؛ وفي هذا دلالة واضحة على أن هذا الأمر الخطير - الشرك - لم يكن معروفاً في مكة قبل أن يأتي به عمرو بن لحي هذا، فقد جاء به من الأطراف البعيدة في شمال جزيرة العرب، وكانت تلك المنطقة أقرب إلى نفوذ الروم.
هذا، وقد ورد في كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري أن أول من غيّر الحنيفية وبحر البحيرة وسيّب السائبة وجعل الوصيلة والحام عمرو بن لحي، وهو عمرو بن ربيعة أبو خزاعة، وهو أول من ولي البيت منهم، ثم رحل إلى قومه بالشام، ورأى الأصنام تُعبد فأعجبته عبادتها، وقدم مكة بهبل، ودعا الناس إلى عبادته وإلى مفارقة الحنيفية. . 3وكما ورد في كتاب الحور العين: وأول من دعا العرب إلى عبادة الأوثان، وغيّر دين إسماعيل: خزاعة واسمه عمرو بن لحي، واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي. . 4.
ولعظيم ما اقترف عمرو بن لحي، فقد ذكره النبي صلى الله عليه و آله في أهل النار في مواطن