295مكارم الأخلاق 1.
أما الوفاء فيكفي فيه حاجب بن زرارة وقوسه الذي رهنه عند كسرى 2، وكذا السموأل الذي ضحّى بولده كي يفي لامرئ القيس فيما أودع عنده 3.
وأختم الكلام هنا بحديث رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الذي تكلم فيه عن نفسه، وأنّه صفوة الخلق عندما قال: «. . ثم خلق (اللّٰه) الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار. . .» فهذا الحديث يدل أن هؤلاء القوم كانوا من ذوي المكانة العالية بين من عاصرهم من شعوب الأرض، ولكن الكلام يقع في أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها مخلوق وهي الشرك باللّٰه العظيم، حيث هو الفيصل في التقييم، والذي أدى بدوره إلى الابتعاد عن اللّٰه تعالى حيث تراكمت المعاصي، فأدت إلى حجب ما يمكن أن يتسلل من نور