22وغير ذلك.
الفصل الثاني: في إعجاز القرآن على العموم وخصوص صدوره على يد النبيّ الأمّي صلى الله عليه و آله.
الفصل الأوّل: والكلام فيه في جهات:
الجهة الأولى: المعجزة من باب الإفعال مشتق من العجز.
والمراد بها في الاصطلاح عجز البشر عن تحقيق ما يأتي به صاحب المعجزة وعدم تمكّنهم من الإتيان بما أتى به، مع اقتران ذلك بدعوى مثل النبوة والرسالة والإمامة. ولا أخفيك أن بعض الشبهات المطروحة في الإعجاز لا تختصّ بما كان الفعل المعبر عنه بالمعجزة مقروناً بالدعوى، بل تشمل ما كان من قبيل الكرامات للأولياء والتي لا تقترن بدعوى، وسنوافيك بذلك إن شاء اللّٰه تعالى.
ثمّ إن العامل الأساس للإعجاز هو عجز الناس عن مجاراته وعدم تمكّنهم عن مضاهاته سواء كان ذاك الفعل غير ممكن للناس أصلاً أو كانوا لا يتمكّنون من فعله بالوجه الذي حقّقه صاحب المعجزة، من تحقيقه في زمان أو مكان خاصّين وإن كان فعله على وجه آخر داخلاً ممكناً لهم و مقدوراً.
وإن شئت فاصطلح على القسم الأول بالإعجاز المطلق، وعلى القسم الثاني بالإعجاز النسبي.
فإحياء الموتى - حيث فرض عدم تمكّن الناس العاديين من فعله بوجه - يعتبر معجزة مطلقة، وأمّا إنبات الزرع وإثمار الشجر في غير الموسم المناسب ومكانه فمعجزة نسبيّة، ونريد بذلك أن تحقيق هذا الفعل على الوجه الخاص معجزة وإن كان تحقيقه على وجه آخر لا يعد إعجازاً.
الجهة الثانية: هل العبرة في المعجزة بعجز طائفة من الناس عن فعله أو أنّه لا تكون المعجزة معجزةً حتى يعجز كل الناس وفي كل الأزمنة عن تحقيقه والإتيان به؟