21
معجزة النبيّ في كونه قارءئا أو اُميّاً
الشيخ محمد القائيني
تمهيد
اشتهر أن من معاجز الإسلام ما ظهر على يد النبي صلى الله عليه و آله من العلوم والمعارف، ومن جملتها ما حواه القرآن الكريم وتضمّنه الفرقان العظيم مع كونه صلى الله عليه و آله رجلاً أمّياً حسبما صرّح به الكتاب المجيد ونطقت به نصوص الروايات، فكان ذلك آية نزول هذه العلوم من مصدر الوحي وصدورها من مورده، بعد أن أبطل برهان القرآن قولهم: إنّما يعلمه بشر،
بقوله: «لِسٰانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هٰذٰا لِسٰانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ» 1.
والكلام في هذه المعجزة ومعنى كون النبي صلى الله عليه و آله أميّاً يتطلّب البحث - على سبيل الإجمال - عن حقيقة المعجزة ومعناها، وربطها بإثبات الدعاوي ومنها النبوّات، ثمّ البحث عن إعجاز القرآن ووجوه ذلك، ومن جملتها نزوله على يد رجل اُمّي.
فلذا نورد البحث في فصلين:
الفصل الأول: في المعجزة وحقيقتها والفرق بينها وبين السحر وكذا الكرامات