142عبد اللّٰه لأمه وأبيه، فأحسن تربيته وراح يبذل كل ما في وسعه في رعايته في زمن طفولته وشبابه، وكذلك بعد البعثة حيث دافع عنه دفاعاً عظيماً أمام ضغوط قريش ومؤامراتهم. وهناك معنى آخر في الآية «أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ» : ألم يجدك واحداً مثيل لك في شرفك وفضلك فآواك إلى نفسه واختصّك برسالته، من قولهم درة يتيمة إذا لم يكن لها مثيل قال:
لا ولا درة يتيمة بحر
تتلالأ في جؤنة البياع
الجؤنة: سلة مستديرة مغشاة أدماً يجعل فيها الطيب والثياب.
وقيل: فآواك أيجعلك للأيتام بعد أن كنت يتيماً وكفيلاً للأنام بعد أن كنت مكفولاً، عن الماوردي. .
« وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدىٰ» فيها أقوال سبعة يذكرها صاحب مجمع البيان، نكتفي بأربعة منها:
وجدك ضالاً عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة، أيكنت غافلاً عنهما فهداك إليهما. . ونظيره «مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَلاَ اْلإِيمٰانُ» 1.
وقوله «وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغٰافِلِينَ» فمعنى الضلال على هذا هو الذهاب عن العلم، مثل قوله: «أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا اْلأُخْرىٰ» .
ثانياً: وجدك متحيراً لا تعرف وجوه معاشك فهداك إلى وجوه معاشك. . .
ثالثاً: وجدك لا تعرف الحق فهداك إليه بإتمام العقل ونصب الأدلة والألطاف حتى عرفت اللّٰه بصفاته بين قوم ضلال مشركين. . .
رابعاً: وجدك ضالاً في شعاب مكة فهداك إلى جدك عبد المطلب، فروي أنه صلى الله عليه و آله ضلّ في شعاب مكة وهو صغير فرآه أبو جهل وردّه إلى جده عبد المطلب، فمنّ اللّٰه سبحانه بذلك عليه، إذ ردّه إلى جده على يد عدوه، عن ابن عباس.
رابعاً: وجدك مضلولاً عنك في قوم لا يعرفون حقك فهداهم إلى معرفتك