202 - «آمِناً» 1.
3 - «وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرٰاتِ » 2.
4 - «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ » 3.
ذلك أنّ قيام المدينة الفاضلة يكون على أساس ميل قلوب الرعية لقادتها العارفين بالسياسة ، فصِرْف الأمن وزيادة النعمة الكثيرة ، مع ضرورتهما ، إلا أنهما ليسا كافيين للناس؛ إذ هذا الأمن ووفور النعمة قد نجدهما في أقاليم أخرى وبلدان ، إنّما الأساس هو ميل قلوب الرعية وعطف جانبها وجذب أرواحها وجلب ثمار قلوبها ، وتلك هي المحبّة 4.
على هذا الأساس ، طلب إبراهيم عليه السلام في أدعيته السالفة من اللّٰه تعالى ، إلى جانب الأمن والاقتصاد ، جذب الأفئدة والقلوب إليهم .
5 - أما المحور الأساس الذي تدور حوله الأركان الأربعة السابقة ، وهو الذي يضمن الأمن ويحقق الهدوء والطمأنينة ويوفر السلامة الاقتصادية للمجتمع ، فهو الدولة والحكومة القائمة على أساس الوحي الإلهي ، وفي ظلّ إشراف وإدارة الإنسان الكامل .
من هنا ، طلب النبي إبراهيم عليه السلام من اللّٰه تعالى أن يبعث في نسله نبياً منهم . . قال سبحانه: «رَبَّنٰا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » 5.
إنّ إبراهيم عليه السلام كان قبل ذلك قد شاهد بأمّ عينه تحقق ظاهرةٍ تبدو في الظاهر