176الاستقرار والانتعاش والفوائد التي تأتي بها قوافل التجارة العابرة .
10 - الدولة الرومانية وكان ظهورها قبل الميلاد بعدة قرون ، واشتدّت وتها فاستولت على ممالك الإغريق(اليونانيين القدماء)ومدت نفوذها إلى بقية أوروبا وغربي آسيا وشمالي أفريقيا ، ولكن الرومان لم يستطيعوا التوغل في جزيرة العرب في فترة امتدادهم العسكري الكبير ، لأن الصحراء الواسعة تشكل العقبة الكبيرة لجيوشهم النظامية الجرارة ؛ ويذكر التاريخ الروماني محاولةً واحدة قامت فيها حملة رومانية باختراق الجزيرة العربية إلى جنوبها للوصول إلى مناطق الذهب في أرض اليمن ، وقد جرت هذه المحاولة في عهد الإمبراطور(أغسطس)عام 25 ق .م ، حيث أمر هذا الإمبراطور واليه على مصر(أوليوس غالوس)بإعداد الحملة وقيادتها ، ورافق الحملة جغرافي معروف هو(سترابون)، صديق القائد(غالوس)وكتب عنها ، فوصلتنا أخبارها شبه كاملة .
خرجت الحملة بعشرة آلاف محارب روماني ، وألف قبطي ، وخمسمائة إسرائيلي ، يرشدها أحد قواد الأنباط ، وأبحرت من الساحل المصري للبحر الأحمر ووصلت إلى ميناء(لويكة كومة)(يقدر دكتور جواد علي أنها ينبع ، بينما يرى فؤاد حمزة أنها مويلح)، بعد أن خسرت عدداً كبيراً من السفن والرجال ، وفتك المرض بعدد آخر لفساد الطعام والماء وسوء الغذاء ، فاضطرّت إلى قضاء الصيف والشتاء فيه حتى استراح الجيش وتعافى من المرض ، بعدها تحركت الحملة إلى نجران ، واجتازت عدة مدن وحاربت أهلها حتى بلغت مدينة مرسيبا (مأرب)، ومنها عادت إلى مدائن صالح ، ثم أبحرت عائدةً إلى مصر ، ولم تحقق الحملة أهدافها ولم تحصل على الذهب الذي خرجت لأجله ، كما أنها لم تلحق المدن التي احتلتها بالدولة الرومانية .
وقد تعددت الآراء حول الطريق التي سلكتها الحملة بعد نزولها في(ينبع)أو (مويلح)، ومن بين تلك الآراء رأي يقرر أن الحملة سارت في طريق(إضم)إلى