175العماليق وحروبهم مع بني إسرائيل في شمال الجزيرة العربية وسيناء .
9 - يرجّح الباحثون أن(يثرب)قد خضعت للمملكة المعينية وأصبحت واحدة من مناطق نفوذها ، وتعد المملكة المعينية من أقدم الممالك العربية الجنوبية التي وصلتنا بعض أخبارها عن طريق المكتشفات الأثرية ، ظهرت في شمالي اليمن وازدهرت وامتد نفوذها في الفترة ما بين 630-1300قبل الميلاد ، وقد ذكرها بعض الجغرافيين الغربيين ، مثل(تيودورس)الصقلي(وسترابون)الروماني ، أما المؤرخون والجغرافيون العرب فلم تصلهم أخبارها .
يقول عنها ياقوت الحموي : معين: اسم حصن باليمن . . . ومدينة باليمن تذكر في براقش . . . قال عمرو بن معد يكرب: ينادي من براقش أو معين فأسمع واتلاب بنا مليع
وتدل الآثار المكتشفة أن المملكة المعينية كان لها صلات وثيقة مع جاراتها تحوّلت إلى نفوذ وسيطرة ، فامتدت سلطتها من جنوبي اليمن إلى الحجاز وحتى فلسطين ؛ وقد وجد المنقّبون كتابات معينية تذكر أن يثرب ، ومؤان ، وعمون ، وغزة كانت جزءاً من المملكة المعينية وأرضاً خاضعة لها ، وأن ملوك معين كانوا يعيّنون حكاماً عليها باسمهم ، ويلقب الحاكم(كبر)أي كبير ، ويتولى الحكم باسم الملك ، ويجمع الضرائب ويحافظ على الأمن ، وهذا يعني أن المعينيين سيطروا على يثرب في فترة تمدّد مملكتهم ، أي منذ الألف قبل الميلاد ، وعينوا عليها حاكماً من أهلها كما كانوا يفعلون في مناطق نفوذهم الأخرى لتأمين طريق تجارتهم البرية ، ولم تكن سلطتهم على المدينة تتعدى الضريبة السنوية المفروضة عليهم ، فضلاً عن حماية قوافلهم ، ولا نجد في الكتابات القليلة عن معين أي ذكرٍ لحروب خاضوها مع أهل يثرب ، ولا أحداثاً متميزة ؛ وجلّ ما نجده إشارات تبين أن سيطرتهم كانت على الحجاز بأكمله ، ونظراً لضعف هذه السيطرة ظل المجتمع اليثربي مجتمعاً زراعياً ورعوياً في الغالب ، ولم يشهد أية تغييرات كبيرة ، أللهم إلاّ المزيد من