177(يثرب)، لكي تتجنب الاصطدام بالقبائل التي تسكن على الطريق التجاري بين ينبع والجنوب ، وأنها تابعت طريقها من(يثرب)إلى(نجد)، ومنها سارت في طريق اليمن إلى نجران .
وذكر سترابون أن ملك تلك المنطقة ، ربما كان شيخ قبيلةٍ يدعى الحارث ، قد رحب بالرومانيين وساعدهم في اجتياز الطريق ؛ وبناءً على هذه الرواية - وهي أرجح الروايات - فإن الحملة قد مرّت بيثرب واستراحت فيها قليلاً وتزودت بما يلزمها من الماء والطعام ، فسترابون يذكر أن المنطقة كانت كثيرة العيون ؛ ولاشك أن ذكاء الحارث وحسن تعامله مع قائد الحملة قد أفاد(يثرب) وبقية المدن التي مرت بها ، فلم يتعرض الجيش لها بسوء ، وربما يكون الحارث قد تفاهم مع شيوخ المنطقة ورؤسائها كي يتجنبوا الصدام مع الحملة .
وعلى أية حال ، فإن الحملة لم تترك أثراً في(يثرب) أو في حياة اليثربيين ، حتى إننا لا نجد لها ذكراً في كتابات المؤرخين القدماء ، بل إن الرومانيين بعامة لم يؤثّروا في حياة يثرب وأبنائها على الإطلاق . وكان مرور الجيش الروماني في هذه الحملة هو العلاقة الوحيدة والعابرة معهم .
11 - يتفق المؤرخون على أن الأوس والخزرج قبيلتان قحطانيتان ، جاءتا من مملكة سبأ في اليمن على إثر خراب سدّ مأرب ، وعندما وصلتا إلى يثرب أعجبتا بما