174ضعف سلطان الدولة السبئية ، ودفعوا الضرائب التي كان يجبيها السبئيون منهم إليه .
أحضر نبونيد معه بعض القبائل الكلدانية والأسرى اليهود إلى المنطقة ، وأسكنهم فيها وأعطاهم بعض الأملاك التي نزعها من أصحابها العرب وحماهم بقطعاتٍ من جيشه ، وكان يخطط لإلحاق المنطقة كلها بمملكته ، ولكن الخطة لمتنجح ومات مشروعه مع عودته إلى بابل ، غير أن أكثر المستوطنين الجدد بقوا في المنطقة وامتزجوا مع أهلها ، ويستدل على ذلك بوجود بعض الألفاظ الكلدانية في لغة أهل يثرب والمناطق الأخرى التي تقع إلى الشمال منها ، وخاصة في الزراعة .
8 - من المستحيل أن نجزم بسنة محددة نؤرخ بها تأسيس يثرب ، فنحن لا نعرف على وجه اليقين كم من القرون تفصل بين نوح ، والهجرة النبوية ، وما ذكره بعض المؤرخين روايات شفهية لا تستند إلى دليل مرجح . . وكل ما يمكن أن نتوقعه هو أنه حدث في عهود سحيقة على أيدي أمم انقرضت ، فعبيل أو العماليق ، هي من الأمم البائدة ، وليس لدينا آثار تساعدنا على تحديد فترة زمنية معينة للتأسيس ، ويضع بعضهم تاريخاً تقريبياً يمتد إلى 1600سنة قبل الهجرة النبوية ، اعتماداً على أن قبيلة عبيل كانت تتكلم العربية ، وأن اللغة العربية وجدت في ذلك التاريخ ؛ ويقترب هذا التحديد من الزمن الذي وجدت فيه كلمة(يثرب)في الكتابات التاريخية عند غير العرب وفي بعض النقوش المكتشفة .
فقد ورد اسم يثرب في الكتابات عند مملكة(معين)، وذكرت بين المدن التي سكنتها جاليات معينية . ومن المعروف أن المملكة المعينية قامت في جزء من اليمن في الفترة ما بين 600 و 1300 قبل الميلاد ، وامتد نفوذها في فترة ازدهارها إلى الحجاز وفلسطين ، وعندما ضعف سلطانها كوّنت مجموعة مستوطنات لحماية طريق التجارة إلى الشمال ، وكان هذا الطريق يمرّ بيثرب .
ويتفق هذا التاريخ التقريبي أيضاً مع التاريخ الذي يذكره المؤرخون لوجود