20وبناءً عليه ، كان لزاماً أن يكون هناك من يكون القائد لهم والرائد فيهم ، حتى تنظم معاملاتهم ، وتصوّب نزاعاتهم ، وتنتهي خصوماتهم ، وترتّب أنماط معيشتهم وعلاقاتهم ببعضهم بل وعلاقاتهم بسائر الملل والشعوب .
على هذا الأساس ، يقول الإمام علي عليه السلام لواليه على مكّة :
«أقم للناس الحج» 1، والمستفاد من هذا الأمر أنّ الحجّ لم يقم بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله طيلة خمس وعشرين عاماً ، عنيت الحج الإبراهيمي والمحمدي 2 .
2 - يجب على مرشد الدولة الإسلامية وقائدها ، أن ينفق قدراً من بيت المال لدفع الناس إلى الذهاب إلى مكة عندما يمتنع عامة المسلمين عن الذهاب إليها أو لا يكون ذلك في مقدورهم ، فيدعم مالياً العاجز ، ويجبر الممتنع على ذلك .
جاء في الحديث :
«لو عطّل الناس الحج لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحج ، إن شاؤوا وإن أبوا ، فإن هذا البيت إنما وضع للحج» 3.
وسرّ تعبير الإمام الصادق عليه السلام في هذا الحديث :
«إن هذا البيت إنما وضع للحج» ، هو أن للكعبة خصوصيات قيمة تدفع الناس للسفر إليها ، فإذا لم يسافروا إليها - لقصور أو تقصير ولم يؤدوا فريضة الحجّ عندها ، كان على والي المسلمين أن يجبرهم حتى يتجهوا ناحية البيت الحرام ، ويلتحقوا بدائرة الطواف ، ولا يتركوا ذلك .
إن هذه هي الحكومة الإسلامية التي يديرها حاكم عادل ، ويكون بيت مال