135التحوّل المفهومي شرعاً للكلمة ، إما من خلال ظهورها في النظر إلى الآية لتفسيرها بما يصرفها عن المعنى اللغوي ، أو استخدام أدوات تفيد المؤدّى نفسه إن لم نقل بإضافية الحصر بلحاظ مثل «لا لعمري» ونحو ذلك .
فنحن نريد هنا ، تأكيد تأسيس معنى جديد لكلمة الجدال ، كما هي النظرية المشهورة ، لا اعتبار المعنى اللغوي مع إضافة ، فهذا ما لم يذهب إليه المشهور ، كما هو ظاهر كلماتهم .
ثانياً : إنّ الرواية ليست ظاهرة في أخذ خصوصيّة اليمين ، بل يحتمل فيها جدّاً أن يكون المراد السؤال عن هذه الحالة بوصفها جدالاً بالمعنى اللغوي ، أو ممّا يحتمل فيه شبهة الجدال ، سيّما بقرينة قوله : «فيخالفه مراراً» ، ممّا يحتمل معه صرف مفهوم الجدال والخصومة لغةً ، ومعه فلا يحرز أنّ المراد منها اليمين وإن استخدمته الرواية ، وإنّما فسّرت الرواية بما ينسجم مع سائر الروايات للأنس بالمعنى ، وإلّا لو بقينا وإيّاها وحدنا لأمكن جعلها منسجمةً تماماً مع المعنى اللغوي ، سيّما وأنّها تنفي الحكم في موردٍ لا خصومة فيه ، وإنّما سأل السائل لشبهة كون المورد مخاصمة .
فهذه الرواية لا يصحّ التمسّك بها لإثبات ما ذهب إليه المشهور .
الرواية الثامنة والتاسعة والعاشرة : خبر أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال :
«إذا حلف بثلاثة أيمان متتابعات صادقاً فقد جادل ، وعليه دم ، وإذا حلف بيمين واحدة كاذباً فقد جادل ، وعليه دم» 1.
وتقريب دلالتها أنّها تركّز علىٰ مفهوم اليمين ، حتّىٰ أنّها تميز بين اليمين الصادقة والكاذبة ، ممّا يجعلها تنظر إلى الانصراف عن موضوع المعنى اللغوي بحكم الأمر المفروغ منه .
إلّا أنّه مع ذلك يمكن القول بأنّ الرواية لا تنفي المعنى اللغوي ، بل توسّع دائرة الجدال ، بما يشمل اليمين ، فيمكن القول : إنّها ساكتة عن الدلالة اللغوية الموجودة في