134متطابقة الألفاظ ، مع وحدة الراوي ، ولا دليل علىٰ تعدّد الرواية ، فلا تقدّم لنا شيئاً إضافياً .
الرواية السادسة : صحيحة معاوية بن عمّار قال :
«سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام عن رجل يقول : لا لعمري وهو مُحرم؟ قال : ليس بالجدال ، إنّما الجدال قول الرجل : لا واللّٰه ، وبلىٰ واللّٰه ، وأمّا قوله : لاها ، فإنّما طلب الإسم ، وقوله : يا هناه ، فلا بأس به ، وأمّا قوله : لا بل شانيك ، فإنّه من قول الجاهلية» 1.
ومن الواضح أنّ الرواية مستغرقة في تفسير الجدال بكلمات ، لا بالنزاع والخصومة ، فإنّه لو كان الجدال بمعناه اللغوي ، لم يكن معنى لهذه الموضوعات مطلقاً ، سيّما مع استخدامها أداة الحصر «إنّما» ، فهي تامّة الدلالة مضافاً إلىٰ تماميّة السند .
الرواية السابعة : صحيحة أبي بصير - ليث بن البختري - قال :
«سألته عن الُمحرم يريد أن يعمل العمل فيقول له صاحبه : واللّٰه لا تعمله ، فيقول : واللّٰه لأعملنّه ، فيخالفه مراراً ، يلزمه ما يلزم الجدال؟ قال : لا ، إنّما أراد بهذا إكرام أخيه ، إنّما كان ذلك ما كان [ للّٰه] فيه معصية» 2 .
والرواية تركّز علىٰ مفهوم اليمين في الدلالة ، غايته أنّها تحصر ذلك باليمين الذي فيه معصية ، وهذا يثبت المبدأ ، وهو صيرورة مفهوم الجدال منحصراً في اليمين ، وإن كان وقع بحث في تفصيله ، وهو قضية المعصية وعدمها 3 .
إلّا أنّ الإنصاف أنّ هذه الرواية لا دلالة لها على المطلوب وذلك :
أوّلاً : إنّ أقصىٰ ما تفيده دخول بعض الأيمان في مفهوم الجدال ، لكنّها لا تنفي المفهوم اللغوي ، علىٰ خلاف الحال من الروايات السابقة التي التزمنا دلالتها على