12إلّا أن تمام هذه الخصائص والمزايا مرهونة للولاية والإمامة .
وسرّ هذا الكلام أن الإرشادات والإدارات الملكوتية للأعمال والنيات ، والأدعية ، ومشاهدة الآيات البينات ، وفهم الأسرار المعنوية للحج ، وأمثال ذلك يتمّ جميعه في ظلال الولاية التكوينية للإمام المعصوم عليه السلام ، كما أنّ الإدارة والرعاية السياسية للحج ومواقفه ، وتوجيه حركة هذا الاجتماع العظيم للصالحين على محور البناء الطاهر الحر ، والاستفادة من أفكار أقطار العالم ، وارتواء عطاشى الاستقلال والنجاة من الاستعباد والاستكبار العالمي ، إنما يكون بالأصالة تحت مظلّة إمامة الإمام المعصوم عليه السلام وبالنيابة في عصر الغيبة تحت شعاع نوّابه .
ارتباط الحج وشؤونه بالولاية
ترتبط الجوانب والشؤون المختلفة للحجّ بالولاية ، ونعرض هنا شرحاً لكيفية هذا الارتباط بين الكعبة والولاية ، وكذلك طبيعة العلاقة بين كلّ من عرفات والمشعر ومنى وزمزم والصفا و . . . وبين الإمام المعصوم عليه السلام ، وذلك في ثقافة الوحي ووفق ماجاء على لسان الأئمة المعصومين عليهم السلام .
1 - تتمتع مدينة مكة ودائرة الحرم كلّه ببركةٍ خاصة إثر دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام ، وقد جعلت بهذا الدعاء بلداً آمناً ، تماماً كما يقول اللّٰه تعالى : «أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبىٰ إِلَيْهِ ثَمَرٰاتُ كُلِّ شَيْءٍ» 1 .
إن هذا الأمن الاجتماعي ، والاقتصادي وغيره ، الذي جاء بيانه في آية « أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» 2 وآية : «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّٰا جَعَلْنٰا حَرَماً آمِناً وَ يُتَخَطَّفُ النّٰاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ » 3 إنما كان لما للكعبة من حرمة ، إلّا أنّ هذا الاحترام الخاص الذي كان أساساً لقسم اللّٰه سبحانه بهذا البلد إنما جاءها من