13بركات الوحي ، والنبوة ، والرسالة ، والولاية .
وتوضيح ذلك ، أن القرآن الكريم أقسم ببلاد وبقاع هامة وتاريخية ، كما أقسم بالزمان والأوقات الحسّاسة والتاريخية ، نظير عصر الوحي والرسالة 1 ، قال تعالى : «لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ * وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهٰذَا الْبَلَدِ» 2 .
ففي هذه الآيات يقسم اللّٰه سبحانه بأرض مكّة ، لكن قسماً مقيداً بكون نبي الإسلام صلى الله عليه و آله فيها ، وإلّا فإن مكة من دون النبي ، والكعبة من دون قائد سماوي ليستا سوى أرض عادية وبيت عادي غدا تدريجياً بيتاً لعبادة الأصنام ، وأصبح أسيراً في قبضة عبدة الأوثان والسائرين خلف ميولهم وشهواتهم حتى أن «أبو غبشان» سادن الكعبة ومن بيده مفاتيحها يبيع مفتاح الكعبة وغلقها إلى رجل يدعى قصي بن كلاب مقابل بعير وزق خمر ، وذلك في ليلة ثملة 3 .
2 - ويعرّف الإمام السجاد عليه السلام نفسه وسائر الورثة الحقيقيين الإلهيين في المسجد الجامع بدمشق ، بعد الحمد والثناء الإلهيين ، والسلام على النبي الأكرم صلى الله عليه و آله فيقول :
« . . أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا» 4 .
إن كلمة «ابن» وأمثالها في اللغة العربية تحكي عن علاقة شديدة وارتباط دائم ومستحكم ، فالإنسان الكامل ، وهو أصل حرمة المراكز العبادية ، وفي الوقت عينه إبنها ووارثها ، يرجع في طليعة الأمر إليها ويعمل طبق أحكامها ، بل يجعل ذلك كلّه ضمن الشعارات الرسمية للموحدين ، فيرغب فيها ، ويرهب من الإعراض عنها أو الاعتراض عليها أو معارضتها ، وفي المحصّلة النهائية : إنّه حافظ مآثرها وحارس آثارها ، إن الأنبياء والأولياء الإلهيين عليهم السلام هم كذلك بالنسبة إلى مناسك الحج .