193
4 - التوظيف البلاغي لمفاهيم الحج
أفاد السعدي من مفاهيم الحج ومدلولات ألفاظه ، فوظفها توظيفاً بلاغياً ، لإضفاء التأثير والقوة على صوره التشبيهية والكنائية ، حداه في ذلك صناعته الأدبية ، والصنعة تغلب على الصانع ، ومن باب الأمثلة لا الحصر ، نسوق بعض تشبيهاته هاتيك للاستدلال يقول :
. . . در عهد جوانى با جوانى اتفاق مخالطت بود و صدق مودت ، تا به جايى كه قبلۀ چشمم جمال او بودى 1 ؛
أي : اتفق لي في عهد الشباب مخالطة شاب ، وبلغ في صدقي في مودته مبلغ أن كان جماله قبلة عيني .
- المجاورة :
يقول متابعاً قصة مودته لذاك الشاب الذي اختطفه الموت :
روزها بر سر خاكش مجاورت كردم وز جمله بر فراق او گفتم 2 .
أي : جاورت تربته أياماً ، وودعت الجميع بسبب فراقه .
- الحرم والحمى :
يقص السعدي طرفاً من حكاية مجنون ليلى ، ويذكر أن حاكم العصر لما سمع بأوصاف ليلى ومبلغ حسنها من شعر المجنون ، أرسل يطلبها ليشهد جمالها ، فهاله أنها لم تكن بهذه المحاسن التي كان يراها المجنون فيها - كما يذكر السعدي - :