194«آن كه كمترين خدام حرم او بهجمال ازو در پيش بودند و به زينت بيش»
أي : بحكم أنه أدنى خدام حرمه كانت تتفوق عليها في الجمال وتزيد عنها زينة ، فأدرك المجنون ما كان يجول بخاطر الحاكم بفراسته فقال : «از دريچه چشم مجنون بايد در جمال ليلى نظر كردن تا سر مشاهده او بر تو تجلى كند :
ما مرّ من ذكر الحمى بمسمعي
ومعنى عبارته الفارسية «لابد من النظر في جمال ليلى من نافذة عين المجنون حتى يتجلى عليك سر المشاهدة . . .» .
- الكعبة :
وقد كثرت الإشارة إليها ، ووظف السعدي مدلولاتها بلاغياً ، ومن ذلك هذا التشبيه البياني الوارد في قصة فحواها أن حاكم عصره أساء الظن برفقة له كانوا يعملون عنده ، فدخل عليه السعدي وأظهر الحقيقة ، فاعتذر الحاكم عن سوء ظنه راضياً ، وهو ينشد :
چو كعبه قبلۀ حاجت شد از ديار بعيد
أي : «بما أن الكعبة قد صارت قبلة الحاجة ، فإن الناس يطوفون كثيراً من الفراسخ لزيارتها من ديارهم البعيدة ، فعليك أن تتحمل أمثالنا ؛ لأنه ليس من أحد يقذف بالحجر الشجرَ الخلو من الثمر» .
ويشبه السعدي السلوك الصوفي وما هو إلا سلوك إسلامي مؤلف من محطات أو بتعبير الصوفية مقامات وأحوال تبدأ بالتوبة فالشكر ، فالصبر ، فالمراقبة ، فالخوف ، والرجاء ، والرضا ، وينتهى بالتوحيد ، ويتخلى فيه السالك عن صفاته المذمومة ، ويتحلى بشيم فاضلة ، مع كل منزل من منازل الطريق .