148
ولاؤه وحبه لأهل البيت عليهم السلام
كان واحداً من أصحاب الإمام علي عليه السلام ومن أحبائه المخلصين :
و لطالما كان الإمام علي عليه السلام يذكر أصحابه بخير ويثني عليهم ، حتى ورد أنه سئل عليه السلام عن بعض أصحابه - ومنهم ابن مسعود وعمار وسلمان وأبوذر - وكان يجيب بذكر مناقب كل واحد منهم :
فعن قيس بن حازم أنه قال : سئل علي بن ابي طالب عن . . . وسئل عن حذيفة فقال : أعلم الناس بالمنافقين . . .
وفي حديث عن النزال بن سبرة الهلالي أنه قال :
وافقنا من علي بن ابي طالب ذات يوم طيب نفس ومراح ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن أصحابك . وذكر الحديث وفيه قلنا : فحدثنا عن حذيفة .
قال : ذاك امرؤ علم المعضلات والمفصلات ، وعلم أسماء المنافقين ، إن تسألوه عنها تجدوه بها عالماً .
وقبل وفاته رضوان اللّٰه تعالى عليه بايع علياً عليه السلام ، وراح يوصي الناس بطاعته ، كما أمر أولاده بالقتال تحت راية الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، وفعلاً قاتلا تحت رايته حتى قتلا بمعركة صفين 1 .
و قد عرفت أم حذيفة أنها كانت من الصحابيات الفاضلات ، وقد عرفت أيضاً بحبها لأهل بيت النبوة والطهارة حتى ورد أن حذيفة قال :
سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه و آله ؟
قال : فقلت لها : دعيني حتى آتي النبي صلى الله عليه و آله فأصلي معه المغرب ، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك .
قال : فأتيت النبي صلى الله عليه و آله ، فصليت معه المغرب ، فصلى النبي صلى الله عليه و آله العشاء ، ثم انفتل فتبعه ، فعرض له عارض فناجاه ، ثم ذهب فاتبعته ، فسمع صوتي فقال : من هذا؟