147ففي رواية عن نافع بن جبيربن مطعم أنه قال :
لم يخبر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بأسماء المنافقين الذين بخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة ، وهم : اثنا عشر رجلاً ليس فيهم قرشي ، وكلهم من الأنصار أو من حلفائهم .
وسيأتينا عن الإمام علي عليه السلام في مناقب حذيفة أنه كان أعلم الناس بالمنافقين ، وأنه علم المعضلات والمفصلات .
وقد ورد أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان لا يصلي على جنازة حتى ينظر أحضرها حذيفة أم غاب عنها ، فإن حضرها حذيفة صلى عليها وإلا فلا .
وفي رواية : إذا مات ميت سأل هل سيصلي عليه حذيفة؟ فإن أجيب عليه بنعم صلى عليه عمر وإلا فلا . حذراً من أن يصلي على منافق .
حذيفة ودرس الصدقات :
أبكت الصدقات حذيفة طويلاً وكانت درساً كبيراً له وامتحاناً عظيماً لإيمانه وصدقه ونزاهته . فقد ورد أن النبي صلى الله عليه و آله استعمله على بعض الصدقة .
عرف هذا الصحابي الجليل بأنه ذو فراسة وقدرة على استقراء الوجوه من حوله ؛ لهذا فقد كان يستخدم فراسته وقدرته الفائقة هذه في معرفة المنافقين الذين كانوا يخفون أنفسهم بين المسلمين ويكيدون لهم .
فلما قدم قال :
يا حذيفة ، هل رزئ من الصدقة شيء ؟
قال : لا يا رسول اللّٰه ، أنفقنا بقدر ، إلا أن ابنة لي أخذت جدياً من الصدقة .
قال : كيف بك يا حذيفة إذا ألقي في النار وقيل لك : ائتنا به؟!
قال الراوي : فبكى حذيفة ، ثم بعث اليها فجيء بها ، فألقاها في الصدقة .