142 يا معشر قريش ، إنما يريد الناس أن يقولوا غداً : أين قريش ؟ أين قادة الناس؟ أين رؤوس الناس ؟ تقدموا ، فتقدموا ، فتضلوا بالقتال ، فيكون القتل بكم .
ثم ائت كنانة فقل : يا معشر كنانة إنما يريد الناس غدا أن يقولوا : أين كنانة؟ أين رماة الحدق ؟ تقدموا ، فتقدموا فتضلوا بالقتال ، فيكون القتل بكم .
ثم ائت قيساً فقل : يا معشر قيس ، إنما يريد الناس غداً أن يقولوا : أين قيس؟ أين أحلاس الخيل؟ أين فرسان الناس ؟ تقدموا ، فتقدموا فتضلوا بالقتال ، ويكون القتل بكم .
ثم قال لي : ولا تحدث في سلاحك شيئاً .
ويواصل حذيفة حديثه حول هذه المهمة التي لم يفز بها إلا هو حيث يقول :
فذهبت فكنت بين ظهراني القوم ، أصطلي معهم على نيرانهم ، وأذكر لهم القول الذي قال لي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله :
أين قريش ؟ أين كنانة؟ أين قيس؟
حتى إذا كان وجه السحر قام أبوسفيان يدعو باللات والعزى ويشرك .
ثم قال : نظر رجل من جليسه ؟ قال : و معي رجل يصطلي ، قال : فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت : من أنت؟ قال : أنا فلان . قلت : أولى .
فلما رأى أبو سفيان الصبح ، قال أبوسفيان : نادوا : أين قريش؟ أين رؤوس الناس؟ أين قادة الناس؟ تقدموا .
قالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة . ثم قال : أين كنانة؟ أين رماة الحدق ؟ تقدموا . فقالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة . ثم قال : أين قيس : أين فرسان الناس؟ أين أحلاس الخيل؟ تقدموا .
فقالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة . قال فخافوا فتخاذلوا ، و بعث اللّٰه عليهم الريح ، فما تركت لهم بناء إلا هدمته ، و لا إناء إلا أكفته ، و تنادوا بالرحيل .
قال حذيفة : حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول ، فجعل يستحثه