143للقيام و لا يستطيع القيام لعقاله .
وفي خبر آخر عن حذيفة نفسه يقول فيه :
وخشي أبوسفيان قائد قريش ، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين ، فقام يحذر جيشه ، وسمعته يقول بصوته المرتفع :
«يا معشر قريش! لينظر كل منكم جليسه ، وليأخذ بيده ، وليعرف اسمه» .
وهنا يقول حذيفة :
فسارعت إلى يد الرجل الذي بجواري ، وقلت له : من أنت . .؟ قال : فلان بن فلان .
وبهذا العمل أمّن حذيفة وجوده بسلام بين جنود مشركي قريش .
ثم واصل حذيفة كلامه حول ما قاله أبو سفيان لجيشه المهزوم قائلاً :
واستأنف أبو سفيان نداءه إلى الجيش قائلاً :
يا معشر قريش . . . إنكم واللّٰه ما أصبحتم بدار مقام . . لقد هلكت الكراع - أي الخيل - والخف - أي الإبل - وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدّة الريح ما لا تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فإني مرتحل . . .
ثم نهض فوق جمله ، وبدأ المسير فتبعه المحاربون . . .
و قال حذيفة : فواللّٰه لولا ما قال لي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله : و لا تحدث في سلاحك شيئاً لرميته من قريب . وفي رواية أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال له : ولا تذعرهم علي .
وعن رعايته وحرصه الشديد على الالتزام بأمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وعدم مخالفته ، يقول حذيفة : فلما وليت من عنده - أيمن عند رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله - جعلت كأنما أمشي في حمام ، حتى آتيهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهماً في كبد القوس فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله : لا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته ، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام .