130من الخارج عدم وجوب هذه الأذكار بخصوصها ، فهذا لا يقدح في الدلالة العامة على مبدأ الوجوب ، وإن قدح في قوّة دلالة الروايات نفسها عليه لو بقيت منفردةً ، فإنّ التعاضد مع النص الكتابي يمكن أن يبقي دلالة الوجوب في الأوامر ويخرج منها ما قامت القرينة القطعية على إخراجه ، كما أشرنا إلى النكتة العرفية في ذلك .
ونحن ذاكرون هنا بعضاً من هذه الروايات على سبيل المثال لا الحصر :
الرواية الأولى : صحيحة يعقوب بن شعيب قال : «قلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام : ما أقول إذا استقبلت الحجر؟ فقال : كبّر ، وصلّ على محمد وآله» 1 .
الرواية الثانية : خبر ابن عذافر عن ابن يزيد عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال : «إذا زاغت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية واغتسل ، وعليك بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والثناء على اللّٰه و . . .» 2 .
والخبر ضعيف السند بجهالة ابن يزيد .
والروايات الواردة في الأدعية المأثورة كثيرة جداً ، تساهم في تعزيز دلالة الأدلّة السابقة 3 .
وبهذا تعزز دلالة بعض الروايات السابقة مثل صحيح معاوية بن عمار ، وإن كانت كثرة مستحباته تضعف عن تكوين دلالة على الوجوب فيه بنفسه ، نعم مثل صحيح ابن مسلم ، وكذا الأخبار التامة الدلالة الضعيفة السند تغدو مساعداً لرفع درجة الوثوق بالحكم .
والمتحصّل وجوب الذكر في المشعر وأيام التشريق ، وهي بأجمعها أيام الحج ، مع عرفة على احتمال . نعم ، لا دليل على لزوم الذكر في عمرة التمتع .