131
ما هو الذكر الواجب؟
وبعد الفراغ عن ضرورة الذكر بأنواعه ، وعدم قيام دليل على خصوص الدعاء ، ولا على خصوص الصلاة على محمد صلى الله عليه و آله وآله ، ينبغي البحث في ماهية الذكر الواجب ، وما يمكن قوله هو :
أولاً : إن المطلوب حصول الذكر بحيث يصدق في الحج تحقق ذكر معتدّ به للّٰه تعالى عموماً ، وذكر كذلك في عرفة (على احتمال) ، وفي المزدلفة ، وفي أيام العيد والتشريق . . . بشكل يتناسب عرفاً مع درجة التشديد في الآيات .
ثانياً : لا يوجد ذكر خاص قام عليه دليل معتبر ، بل يتحقق بكل ما يصدق عليه ذكر اللّٰه تعالى ، تمسّكاً بالعناوين المأخوذة في ألسنة النصوص .
ثالثاً : ما هو المقصود بالذكر هل التلفظ اللساني أو الحضور القلبي؟
المعروف من الروايات البالغة الكثرة في أبواب الفقه أن الذكر يطلق على التلفظ اللساني ، وهذا هو المركوز في أذهان المتشرّعة ، كما تفيده بعض روايات الباب هنا .
أما ما قاله الملا صالح المازندراني نقلاً عن القرطبي من أنّ الذكر الكثير المأمورين نحن به في آية الذكر الكثير ليس لسانياً للقطع بعدم وجوب ذكر كثير كذلك ، بل قلبي ، وأنّه يعني الإيمان باللّٰه وإدامة ذكره بالقلب حقيقةً أو حكماً أو ذكراللّٰه عند القيام بالأفعال 1 فيرد عليه أنّه لو تمّ في تلك الآية ، فلا يعلم تماميته فيما نحن فيه .
وقد احتمل الطوسي في التبيان عند تفسير آية [كَذِكْرِكُمْ آبٰاءَكُمْ ] أن يكون المراد منه العلم وهو خلاف الظاهر ، كما احتمل حضور المعنى للنفس قولاً أو غيره ، مقوماً الأدعية للّٰهفي تلك المواطن 2 .